العلوم الشرعية والعلوم العصرية: بواعث التنافر و ضرورة التفاعل
DOI:
https://doi.org/10.64104/v9.SecondRound.Issue.6.n1.2024الكلمات المفتاحية:
العلوم الشرعية والعصرية، الاستعمار الأوروبي، المؤسسات التعليمية، تكامل العلومالملخص
يهدف هذا البحث إلى دراسة مظاهر التنافر بين حاملي العلوم الشرعية والعلوم العصرية في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، مع تتبع جذوره التاريخية وآثاره الحضارية والفكرية. فهذه القطيعة لم تنشأ بمعزل عن السياق التاريخي، بل تعود في جزء كبير منها إلى آثار المرحلة الاستعمارية، التي أسهمت في تفكيك البنية المعرفية المتماسكة التي كانت سائدة في الحضارة الإسلامية.
يعتمد البحث على المنهج التحليلي-التاريخي إلى جانب المقارنة، ساعياً إلى الإجابة عن السؤال المحوري: لماذا وكيف دخل حاملو العلوم في العالم الإسلامي من باب التنافر؟ وما السبل الكفيلة بإعادة بناء جسور التفاعل والتكامل بينها؟ تم تحليل المعطيات من خلال مقاربة مفهومية ومقارنة، بالاستناد إلى مصادر كلاسيكية وآراء عدد من العلماء المسلمين المعاصرين.
وقد أظهرت نتائج البحث أن الحضارة الإسلامية، في أوج ازدهارها، لم تعرف قطيعة بين العلوم الشرعية والطبيعية، بل نظرت إلى العلم باعتباره وحدة متكاملة قائمة على الوحدة في إطار المعرفة الإسلامية الجامعة. وقد تعزّز هذا الانسجام من خلال مؤسسات علمية كبرى مثل المدارس النظامية، وبيت الحكمة، والمراصد العلمية. غير أن دخول النماذج الغربية ذات الطابع العلماني خلال الحقبة الاستعمارية أدى إلى انقسام في البنية المعرفية الإسلامية، ونتج عنه تباعد بين مجالات المعرفة المختلفة.
ويخلص البحث إلى أن إحياء الحضارة الإسلامية في العصر الحديث يتطلب إعادة بناء العلاقة العقلية والمعرفية والمؤسساتية بين العلوم الشرعية والعلوم العصرية. ويوصي بالعمل على تأسيس نظام تعليمي موحّد ومتكامل، يعيد تعريف فلسفة العلم من منظور إسلامي، ويعزّز الحوار بين التخصصات المختلفة في ضوء مقاصد الشريعة والتقاليد العلمية العريقة للحضارة الإسلامية.