دراسة الروايات التي تتهم النبي عليه السلام بمحاولة الانتحار
DOI:
https://doi.org/10.64104/SecondRound.Issue.4.n5.2023الكلمات المفتاحية:
بلاغات الزهري، مراسيل الزهري، انقطاع الوحي، عصمة النبيالملخص
هناك روايات كثيرة وبألفاظ مختلفة في كتب التاريخ والحديث عن فترة انقطاع الوحي وما تعرض له النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- من الحزن العميق بسببه. وقد تحدثت الروايات الصحيحة والثابتة عن نزول الوحي في عالم اليقظة ثم انقطاعه لأيام معدودات؛ ولكن الروايات غير الموثقة تتحدث عن أن الوحي في تلك الفترة كان مناميا و تتحدث كذلك عن محاولة النبي صلى الله عليه وسلم الانتحار بسبب انقطاع تلك المنامات.
جميع روايات صحيح البخاري في هذا الباب تتحدث عن نزول الوحي في عالم اليقظة ولم يرد فيها ذكر لمحاولة الانتحار من قبل النبي صلى الله عليه وسلم، باستثناء رواية معمر بن راشد الصنعاني عن الإمام ابن شهاب الزهري. رحمه الله، والذي ذكر فيها محاولة الانتحار من قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقطاع الوحي. وقد ذكر الإمام ابن شهاب الزهري رحمه الله قصة محاولة انتحار النبي صلى الله عليه وسلم بسند مرسل منقطع، فبعد أن روى الحديث الصحيح في الموضوع، ذكر قصة محاولة الانتحار من قبل النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم – بقوله: "فيما بلغنا"، وهذا كما ترى حديث مرسل غير مسند.
هذا مع أن الإمام الزهري كان من أصغر التابعين وكان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فارق زمني كبير. و من هنا فإن كبار أئمة الرواية والدراية نقدوا بلاغات الإمام الزهري، واعتبروا مراسيله ضعيفة و غير معتبرة لا يحتج بها. والروايات الأخرى التي تؤيد هذه القصة الباطلة قد وردت في تاريخ الطبري وطبقات ابن سعد وغيرهما من كتب التاريخ، وتلك الروايات كلها مليئة بأسباب الضعف ومعلة متنا و سندا، وتتعارض في نفس الوقت مع الروايات الصحيحة والفطرة السليمة.