الحضارة الغربية خلفيتها الفكرية وأثرها على العالم الإسلامي

الملخص

تناول الكاتب في الجزء الثاني من هذه الدراسة العقيدة والخلفية الفكرية التي تأسست عليها الحضارة الغربية، وأن هذه النظرة مؤثرة في جميع منجزات الحضارة العربية ومناشطها، كما تناول نظرتها للكون بالبحث، وأثبت أن "النظرة الإلحادية" هي التي تأسست عليها الحضارة الغربية، فإن نظرة تلك الحضارة للكون قدمت ضمن نظرتها لثلاثة عناصر أساسية؛ وهي: الله (وتتلخص نظرتها في أن الكون قاصر على هذا الكون المادي، وأنه لا وجود لما كان يسمى بـ"ماوراء الطبيعة" وأنه لاسلطان عليه الله، وأنه لا يتحكم فيه، وأن الإنسان يجب أن يدير شؤونه بعقله من غير أن يكون الله دخل فيه) والعنصر الثاني هي الطبيعة المادة (وتتلخص نظرتها في أن هذا الكون لا يحتاج في وجوده أو إدارته لكائن من خارجه (الله) وأنه وجد بنفسه وأنه يدير نفسه بنفسه وفق قانون الطبيعة) والعنصر الثالث هو الإنسان (وتتلخص نظرتها في أن الإنسان يجب أن يحل محل الإله في الفلسفات الهيومانية وبذلك تريد هذه الفلسفات نفي العقيدة في الله، وبعض الفلسفات المادية الأخرى تعتبر الإنسان جزءا من المادة والطبيعة، وأنه لا يتميز عنها في شيء، ينطبق عليه قانون الطبيعة كما ينطبق على المادة، وأنه ليس لوجوده غاية ولا غرض، ولم يخلق لعبادة أحد كما تدعي الأديان السماوية) ثم حاول الكاتب بعد ذلك أن يعدد بعض خصائص المجتمعات الغربية التي نشأت على هذه العقيدة والنظرة للكون، وفي الخاتمة أجاب على سؤال التعامل مع هذه الحضارة وحاول أن يقدم منهجا وسطيا للتعامل معها.